الوقت في القرآن والسنة وعند سلف الأمة

أولا: الوقت في القرآن الكريم:
نبه القرآن الكريم على أهمية الوقت كثيرًا في سياقات مختلفة، وبصيغ متعددة؛ منها: الدهر، والحين، والآن، واليوم، والأجل، والأمد، والسرمد، والأبد، والخلد، والعصر ... وغير ذلك من الألفاظ الدالة على مصطلح الوقت، وذكرِها في مواطن عديدة. منها قول الله سبحانه وتعالى: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}. ويذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم موقفين للإنسان يندم فيهما أشد الندم على ضياع الوقت حيث لا ينفع الندم؛
الموقف الأول: ساعة الاحتضار، وفيه يقول الكافر كما أخبر القرآن الكريم: {حَتَّى إِذَا جَـاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ أرجعوني لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}،
والموقف الثاني: في الآخرة، قال تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلا سَاعَةً مِنْ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ}.
ثانيًا: الوقت في السنة النبوية:
بين الرسول صلى الله عليه وسلم أهمية الوقت في حياة الإنسان المسلم. حيث قال في الحديث الذي رواه مسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ»، وحث صلى الله عليه وسلم في حديث آخر على اغتنام الوقت بقوله: «اغتنم خمسًا قبل خمس» وذكر منها قوله: «وفراغك قبل شغلك» رواه الحاكم، وقال: صحيح على شرط الشيخين، وبين صلى الله عليه وسلم في حديث ثالث أنه: «لا تزولُ قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع» وذكر منها: «عن عمره فيما أفناه... » رواه الترمذي.
ثالثًا: الوقت عند السلف الصالح:
ذكر السلف الصالح أهمية الوقت. فقال الإمام الحسن البصري رحمه الله تعالى: «يا ابن آدم، إنما أنت أيام، إذا ذهب يوم ذهب بعضك». وقال: «يا ابن آدم، نهارك ضيفك، فأحسِن إليه؛ فإنك إن أحسنت إليه ارتحل بحمدك، وإن أسأت إليه ارتحل بذمِّك، وكذلك ليلتك». وقال: «الدنيا ثلاثة أيام: أما الأمس فقد ذهب بما فيه، وأما غدًا فلعلّك لا تدركه، وأما اليوم فلك فاعمل فيه». وقال ابن مسعود رضي الله عنه: «ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي، ولم يزدد فيه عملي». وقال ابن القيم رحمه الله: «إضاعة الوقت أشد من الموت؛ لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها».